تخلص من عقلك

كان هناك رجل يعيش في عالم مليء بالأفكار والمعتقدات التي ورثها جيلاً بعد جيل، لدرجة أنها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عقله وتفكيره. كان يشعر بأن مجتمعه متأخر مقارنة بمجتمعات أخرى. حاول فهم السبب، فسمع بنظريات تقول إن السبب في الوراثة أو في المكان والجغرافيا. لكنه لم يقتنع تماماً. ثم اكتشف أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في هذه العوامل الخارجية، بل في العقل العربي، وفي الثقافة الحقيقية التي تشكل عقولنا وتحدد مدى جودة حياتنا. بدأ يفكر كيف يمكنه التخلص من هذه الأفكار والمعتقدات السلبية التي غرست في أعماقه. تعلم أن فهم "الآخر" هو الخطوة الأولى. فالجهل بالآخر هو أول أسباب كراهيته والخوف منه. بدأ يتدرب على تقبّل الآخرين من خلال محاولة رؤية العالم من وجهة نظرهم، مثل كاميرات التصوير التي تلتقط نفس الحدث من زوايا مختلفة. أدرك أن التسامح مع المختلفين يأتي من معرفتهم، لأنهم ليسوا أعداء كما يظن البعض، بل مجرد مجهولين بالنسبة له. واجه أيضاً معتقدات سلبية شائعة في مجتمعه، مثل الإيمان بالسحر والجن والعفاريت كسبب للمشاكل والأمراض. لكن الكتاب أوضح أن هذه الأعراض قد تكون ببساطة أمراضًا نفسية مثل الفصام أو الشيزوفرينيا. وأن الاعتقاد بهذه الخرافات هو استسلام للخرافة. كما واجه معتقدات تتعلق بالفقر، مثل أن الفقر ليس عيبًا، أو أن المال سبب للمشاكل. أدرك أن هذه أفكار سلبية تجعله يكره الثراء وترسخ لديه ثقافة الفقر. تعلم أن النجاح والثراء لا يتعارضان مع الدين، وأن الشخص الغني الذي يتصدق أفضل عند الله. بعد أن بدأ في التخلص من المعتقدات السلبية، بدأ يفكر في أهدافه وأحلامه التي دفنها بداخله. اكتشف أن الكثيرين يعيشون بلا أهداف واضحة. تعلم أن يحدد أهدافه بطريقة واقعية وقابلة للتحقيق، مستخدماً قاعدة "سمارت" (SMART) التي تشمل أن يكون الهدف محددًا، قابلاً للقياس، طموحًا، واقعيًا، ومحددًا بوقت (Timed). واجه أيضًا الخوف من الفشل والخوف من النجاح. تعلم أن الفشل جزء طبيعي من الحياة، ويمكن تجاوزه. وأن الخوف من النجاح قد يمنعه من تحقيق السعادة. تأمل في مفهوم القدر والاختيار. أدرك أن الإنسان مخيّر ولديه حرية الاختيار في حياته. وأن ربط الفشل بالقدر قد يكون حجة للكسل وعدم العمل. نظر إلى مفهوم الوقت وأهميته. فهم أن الوقت كافٍ للجميع، وأن المشكلة ليست في قلة الوقت، بل في طريقة إدارته. تعلم أن يركز على الأشياء الهامة والعاجلة في حياته. وأخيرًا، فكر في حب الوطن. فهم أن حب الوطن ليس مجرد شعارات، بل هو شعور داخلي وولاء ينبع من الانتماء الحقيقي. وأن تطوير نفسه وتحقيق نجاحه يساهم في نهضة وطنه. من خلال هذه الرحلة الداخلية، أدرك أن التفكير خارج الصندوق وتحطيم القيود الذهنية التي فرضها المجتمع والماضي هو السبيل للتقدم. وأن المشكلة ليست في الماضي أو الآخرين، بل في طريقة التفكير التي تعتمد على التقليد بدلاً من الإبداع. وفي النهاية، فهم أن التغيير يبدأ من الداخل. وأن التخلص من الأفكار والمعتقدات السلبية هو كنز ثمين يجعله قادراً على التطور وتحقيق أهدافه، ليعيش حياة أفضل. وهكذا، بدأ رحلته نحو تغيير نفسه ومجتمعه، خطوة بخطوة، متخليًا عن عقله القديم ليفتح المجال لعقل جديد مليء بالإبداع والتفكير المستقل.